
كتبت مروة ابوعيش
انتهت فعاليات الدورة الثمانين من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي وسط حالة من الهدوء الشديد على غير العادة وزخم النجوم الذي تعود جمهور فينيسيا ان يساعده، فهذا العام غياب النجوم الامريكيين الا القليل منهم اثر بشكل كبير الى اجواء المهرجان بصفة عامة، ولكن لم يمنع ذلك من تردد عدد كبير الى المهرجان الاقدم في العالم لمشاهدة مجموعة تتميز من الافلام معظمها صنع هوليوود خاصة في المسابقة الدولية. وخرجت جوائز الدورة الثمانين من توقعات الكثير من النقاد الكبار وكان على رإسهم فيلم المخرج الكبير يورجوس لانتيموس وفيلمه ” اشياء صغيرة” او احد الفيلمين اللذين تتطرقا لأزمة المهاجرين عالميا، وهما فيلم “انا القبطان” للمخرج ماتيو جاروني، وفيلم “الحدود الخضراء” لأنيسكا هولان، ودخل معهم في المنافسة فيلم “ذاكرة” للمخرج ميشيل فرانكو.
وبالفعل لم تخرج الجوائز عن هذه الأفلام فلقد فاز فيلم “اشياء صغيرة” الذي يقوم ببطولة كلا من إيما ستون ومارك روفالو، بالجائزة الكبرى، وهي جائزة الأسد الذهبي لأفضل فيلم. فيلم “الأشياء الفقيرة” وهو حكاية نسوية خيالية من بطولة إيما ستون كامرأة أعادت إحيائها بواسطة عالم فيكتوري على طراز فرانكشتاين او ويليم دافو، ولقد أشاد الكثير من النقاد على الفيلم الذي عرض مرة واحدة فقط في بداية المهرجان وكانت بداية قوية، الجدير بالذكر ان من كانت تستحق جائزة افضل ممثلة هي النجمة ايما ستون التي قدمت اداءاً اكثر من رائع وقدمت دور ايزابيلا باكستر وهي المرأة التي تكافح من أجل فهم نظام سيطرة وسطوة الرجل المقيد لكل الحريات من حولها، ثم تشرع في تفكيكه.
وكل من شاهد الفيلم وركز في ادائها سيدرك أن هذا الدور سيضعها في مكانة مختلفة و سيحدد مسيرتها المهنية في المستقبل القريب.وبعد تسلمه الجائزة علق مخرج الفيلم يورجوس لانثيموس إن إنتاج الفيلم استغرق وقتاً طويلاً، وهو الأول له منذ حصوله على جائزة الأوسكار عام ٢٠١٨ وفيلم “ذي فافوريت”، وعندما اصبح العالم، وأصبحت صناعتنا، جاهزة صنعنا الفيلم وانتهينا منه وكانت النتيجة فوق ما توقعه، واخص بالشكر نجمته ايما ستون التي يري انها بذلت كل طاقة ممكنة لانجاح دورها.

وفاز ماتيو جاروني بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه الدرامي عن الهجرة “أنا القبطان”، بينما فاز الوافد الجديد سيدو سار بجائزة أفضل ممثل شاب عن أدائه لمراهق سنغالي يغادر وطنه سعياً للوصول إلى أوروبا في الفيلم، ولقد انهار الممثل الشاب بالبكاء قبل أن يعرب عن شكره للجنة تحكيم مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.
وفازت كايلي سبايني بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “بريسيلا” للمخرجة صوفيا كوبولا، بينما فاز بيتر سارسجارد بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “ذاكرة” للمخرج ميشيل فرانكو، حيث لعب دور رجل يعاني من الخرف. بينما فازت المخرجة البولندية أنيسكا هولاند بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلمها “الحدود الخضراء”، وهي دراما مروعة تدور حول محنة اللاجئين العالقين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا. وهاجم أعضاء في الحكومة البولندية اليمينية المتطرفة، بما في ذلك وزير العدل البولندي زبيجنيو زيوبرو، هولندا على الإنترنت بسبب الفيلم، وقارنوه بـ “الدعاية النازية”. تقول المخرجة إنها سترفع دعوى تشهير إذا لم يعتذر زيوبرو رسميًا ويتراجع عن تعليقاته.
وحصل أليكس برافرمان على جائزة أفضل فيلم وثائقي في البندقية عن فيلم “شكرًا جزيلاً”، الذي يتناول مسيرة الممثل الكوميدي الأسطوري والمخادع آندي كوفمان. وأشاد برافرمان بالراحل كوفمان في خطابه على المسرح بعد تسلم الجائزة، إن الممثل الكوميدي مهم الآن كما كان في أي وقت مضى.
كما فاز فيلم “الحب مثل الطلقة” او Love is a Gun، وهو أول فيلم يخرجه الممثل التايواني لي هونغ تشي، بجائزة أسد المستقبل لأفضل فيلم أول هذا العام. تدور أحداثه حول مدان سابق يحاول يائسًا المضي قدمًا. فاز ايضا فيلم”شرح لكل شيء”، وهو فيلم درامي مجري للمخرج جابور ريس، والذي يتناول الحروب الثقافية في وسط أوروبا، وحصل على الجائزة الأولى لأفضل فيلم في مسابقة “آفاق”، وحصلت المخرجة السويدية ميكا جوستافسون على جائزة أفضل مخرجة في فيلمها الدرامي”الجنة تحترق” الذي كان ضمن مسابقة آفاق.
وفي نفس مسابقة آفاق التي تعد ثاني اكبر المسابقات فاز الممثل المنغولي تيرجيل بولد-إيردن بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “مدينة الرياح” للمخرج لكاجفادولام بوريف-أوشير. بينما فاز فيلم “رحلة قصيرة” للمخرج إرينيك بكيري، وهو دراما ألبانية تدور أحداثه حول زوجين يائسين للحصول على الجنسية الفرنسية، بجائزة أفضل فيلم قصير في القائمة الثانية من مسابقة اكسترا آفاق. وكذلك فاز فيلم “فيليستا” للمخرجة ميكايلا رامازوتي، وهو قصة إيطالية عن عائلة ممزقة، بجائزة أرماني لجمهور الجمال، والتي صوّت عليها رواد مهرجان البندقية.
اترك رد